Wednesday, July 10, 2019

إلى الغائب القريب -رسالة رقم ٢-

إلى الغائب القريب الذي لم يُقابلني القدرُ به بعد؛
في رسالتي الثانية لك، أتمنّى أن تكون بِخيرِ حال.

أتمنّى ألّا تأبه لِما يدورُ في عالمنا من خَيْباتٍ مُتكرِّرة.
فمِثلُ هذهِ الخَيْبات اعتدناها كثيرًا، ولكن لن أُخفي عليْك ما أشعُر به كُل ليلة قبل أن أضعَ رأسي على وِسادتي، أصبحتُ لا أحتملُ الكثيرَ من البُهتانِ الذي تَفَشَّى في كُلِّ أجزاءِ مدينتنا.
دَعْنِي أبوحُ لَكَ بِصراعاتِ كُلِّ لحظةٍ في رَوْحِي، صِراعِ النّفسِ بين المفروض والمرفوض، صراعٍ بين الإيمان والفِتَن في أدقِّ التفاصيل، بين راحتي التي لم أجِدُها بعد وبين عدم قبولي للوضع الساكن الأشبه بالمَيِّت.
أعلمُ أنَّ كَلماتي هذهِ المرّة غيرُ مُستقرّة بعض الشيء، إن لم تَكُن غير مُستقرّة بالمرّة. مثل روحي تمامًا!
ولكن أعلمُ أنَّ الذي فطرني قريبٌ جدًا منّي وأنا أُدركُ كُلِّيًّا أنّني لستُ بالقُربِ الذي يليقُ بجلالتهِ... لَكِنَّهُ "الله" جلَّ ثَنَاؤُه.. :))
فهوَ يبعثُ الكثيرَ من الرسائل التي تُطمْئنُنِي في شِدّةِ تكذيبي لِـ "كُلُّ شيءٍ سَيَكون على ما يُرام"...
تأتي كَلماتُهُ سُكَنًا لِقَلْبي؛ "فَإِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا، إِنَّ مَعَ العسرِ يسرًا"..
فَحينما أشعرُ بالبُعدِ البيِّن بيني وبين الصِّراطِ المُستقيم لِعِظَمِ ذنوبي، أذكُر "وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا"..
وحين تَشتدُّ، أذكُر "فَصَبْرٌ جَمِيلٌ"...

خِتامًا، لا تنساني من دُعائِك؛
أن يمنحني اللهُ الصَّبرَ الجميل، والرِّضا بِما في نفسي، وإرضاءِ الله قبل كُلِّ شيء..
سلامٌ على رُوحِك البعيدة القريبة.
يُتْبَع.. 
#إلى_الغائب_القريب
#رسالة_رقم ٢

Thursday, July 23, 2015

الصّابِرِين


يبعثُ الله رحمتَهُ في قلوبِ من يشاء.. في قلوب الصّابرين على الأذى، وفي قلوبِ المنكسرين المُتشبّثين بِالأمل والثقة في الله..

يبعثُ رحمتَهُ للّذي زَهَدَ الدُّنيا ومفاتنها، لِمَن تأرجح بين كُلِّ حُزنٍ مُوجِعٍ على يقينٍ أنَّ هذا الحُزنَ ما هو إلّا نُقطة في بحرِ أوجاعِ الكثيرين غيرِه.

أعطانا الله نِعَمًا كثيرة، والنّعمة الواحدة منها لن يكفيكَ دهرًا لِإحصائها!
والعينُ رَوْحُ النِّعَم، إذا أردت السّعادة فأنظُر بِعيْنٍ مليئةٍ بالرِّضا، تزهدُ الدُّنيا وتأْملُ دارَ البقاء..
واعلم أنَّ العَيْنَ السّاخطة لن يكفيها سِوى تُرابًا يغشى كُلَّ جميل، ولن تجني إلّا الشّقاء!
فاحمد الله حدَّ الرِّضا علي جميعِ أقدارِه،"فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"..:))

إلى الغائب القريب -رسالة رقم 1-


إلى الغائب القريب الذي لم يُقابلني القدرُ به بعد، سلامُ اللهِ عليك. 

تردّدتُ كثيرًا حتّى أكتب إليْك هذهِ الرسائل، حيثُ أعلمُ أنّك في بُقعةٍ ما تسمعُني وستشعُر بكُلِّ تلك الرسائل يومًا..
وسأُداوم عليها أبدَ الدهر -إن شاء الله- حتّى بعد أن يجمعُنا القدرُ سويًّا.
وبِدءُ كلامي إليْك؛
هل تعلمُ سبب وجودك في هذه الدُّنيا؟ وكيف تستطيع أن تحيا بها وحدك دون الحاجة لِأحد غيْرُ الله؟
فكّر كثيرًا وأجِب لِنفسِك!
وإقرأ الآتي بِرَوْحِك... 
إنَّ درجاتَ قُربي مِنْكَ ستزيدُ طالما ساعدتني على ملءِ قلبي بِحُبِّ الله. 
انشغل في نفسك الآن وقوّمها وحسّنها وجاهدها حتّى تَصِلُ إلى صراطٍ مُستقيم وكُن صبورًا على الوصول لِحُبِّ الله فالطّريقُ دومًا إلي الجميل يكونُ صعبًا فالنفس أمّارةٌ بالسوء والشيطان ألدُّ الأعداء، ولكن "إنَّ الله مع الصّابرين" و لا يأس من رَوْحِ الله.. 

إلي أن يأتيَ لقاؤنا ونفوسنا صالحة ولو بالقليلِ الذي يُساعدها على بناء علاقة آمنة ورحيمة ليس بها شوائب الدُّنيا التي استنزفت الكثيرَ من جمالُ أرواحِنا وقلوبِنا.
يُتبَع..
#إلى_الغائب_القريب
#رسالة_رقم 1


Thursday, January 8, 2015

كل السِكك شاردة


كل السِكك شاردة، كل القلوب غامقة
واللي حسبته قَرِيب، أصله الأصيل سَكَّة وإنت اللي مش شايف!
أو كنت مش شايف

بل كنت مُتأكّد من توهة في العتمة، وإيد بتتسنّد على حاجة مش حاجة!
ع الجرح كان كاشِف..

عارف إنت لمّا الجرح يقلب برعشة في قلبك لمّا بيتكرّر
ولمّا الغلط بيكون مقصود ومن غير آسف، الرعشة تزيد أكتر!

ولمّا يعدِّي كتير على كل غلطة فـ دول، الوجع خلاص يِعتَدْ!
عامل حساب للجاي
ما بقاش يفرّق بين..
كل الكلام الجد!

كل الكلام بعده بيكون خلاص حمضان!
اللي يحلّل قَسَمْ بالكدب مـ الأوّل

ندمُه اللي فـ الآخِر
ما يتصدّقشي بالحِلفان!

Saturday, January 3, 2015

كلماتي تحرّرت

لم أكن لأقبل هزيمتي إن كُنت عدوًّا، وبعد أن أثبتت ذلك كان يجب عليّ أن أثور بشكل أفضل في وجهك!
الحبيب لا يعود حبيبًا إن استحلَّ الهوانَ لقلبِك واستحرمه لنفسه بمُجرّد كَذِبة ارتجلها هُوَ من البداية! استصغرت وجعي بالسابق، والآن لا يهمّني حتّى وجودك في الحياة!
رحلت بلا سبب واضح وكأنك كنت تشاهد فيلما سينمائيا لمدة طويلة فمللت من البداية، صرت تقاوم تكرار المشاعر عبثت بها قليلا ثم أغلقته حينما اختنقت!
افنيت بك سنينًا من زهو روحي وصحوها، وافنيت عليها بالنهاية ورُغم ذلك لا تشعر حتى إلى أي مدى وصلت، فقط تهتم لجرحك المُفتعل كعادتك!
كنتُ لأعلم من البداية أنّه أنا فقط الذي يخط بقلمه في الروح لإرضاءها، ولكن لم أضع حدًا إلى أي هلاك اطوفُ بروحي!
كم اثنيتُ عليك أمام ظنوني الأخيرة إثر الصدمة، ولم تُثني عليّ حتى ولو في ذاكرتك!
كم أعطيتُ ولم أكن انتظر مُقابل، ولكن بعدها أيقنتُ أنه يجب أن أرى بعيني الذي يستحق العطاء!
كم كانت روحي هزيلة هكذا في عينيك، ساذجة أتم السذاجة في قلبك!
كم كانت روحي "لا شيء" بالنسبة لك!
الآن لم أعد اغضب حين يعلم أحد أني احببت أحدهم وخذلني، لم أعد اتخوّف منهم حين يعلمون أنه في يوم كُنت أُحب كباقي البشر!
لم أعد أخاف من إخفاء مشاعري، لأنها الآن لا وجود لها!
ليتني كُنت فعلت ذلك من البداية!
فعل غيرك ما لم تستطع عليه أنت، ورُغم ذلك لم أكن لأتزحزح سطرًا لإهدارِك!
اوجعت الغير كثيرا! ورضيتُ بوجعك أكثر..
كان يجب عليّ أن اُوجعك أنت ما دُمت رضيتُ بوجعي هكذا!
الآن اصبح الخواء يملأُ روحي، والجفاف يملأُ قلبي، والمشاعر لا تعلم ما هيّتها الحقيقية، لا تدري ما الفرق بين الحب والكره والغضب والحزن والفرح!
الآن كُل المشاعر أمامي سواء...
فقط شيء واحد بقي لي أو عاد كما كان، اكتُب.. بعد أن توقف كل شيء بداخلي وتجمّد لأكثر من عشرة أشهر، اكتب الآن ولكن بجُرحٍ لا يستطع خيالك تقديره
ما زال كل شيء متبلّد بداخلي، ولكنَّ كلماتي تحرّرت!

Saturday, December 7, 2013

فُرُوض عِشقَك

دفء























لمّا أحتاجَك فِـ برد الشّجن دفّيني بنُور قلبك
وبصَدَى رُوحَك احميني مِن الدُّنيا
وضوِّيلي مِن اسمي شمعاية
بِشَرط تكُون بِكُل العُمر
تطمِّني . . عشان اطّمِّن وأنا جَنبَك

وياريت يعني لو تِسمَح
تجيبلي مِـ القَمر وردة
تكُون صادقة
تكُون فِـ العِشق سبّاقة
وإخلاصَك ليّا شمّاعة
تتعلّق عليها الوَردَة
ولا تِدبَل . . ولا سِنَّة تميل حتّى
 ! لو فـ يُوم داقِت جَفَـا شَمسَك

ومع شويِّة إيمان بِرَبِّنـا مِنَّك على مِنِّي
هَنوّرلَك أنا الشّمعة
وارويلَك كُل يُوم وَردة
واغطِّيك بِرِمش العِين
 ! ومش هَتهَاوِن ولا ثانية
 ! فـ فَرَض مِن فُروض عِشقَك

صِدق#

Friday, December 6, 2013

أمَل دُنقل

امل دنقل















.ولد في عام 1940 بقرية "القلعة", مركز "قفط" على مسافة قريبة من مدينة "قنا" في صعيد مصر

كان والده عالمًا من علماء الأزهر, حصل على "إجازة العالمية" عام 1940, فأطلق اسم "أمل" على مولوده الأول تيمنًا بالنجاح الذي أدركه في ذلك العام. وكان يكتب الشعر العمودي, ويملك مكتبة ضخمة تضم كتب الفقه والشريعة والتفسير وذخائر التراث العربي, التي كانت المصدر الأول لثقافة الشاعر

.فقد أمل دنقل والده وهو في العاشرة, فأصبح, وهو في هذا السن, مسؤولًا عن أمه وشقيقيه

أنهى دراسته الثانوية بمدينة قنا, والتحق بكلية الآداب في القاهرة لكنه انقطع عن متابعة الدراسة منذ العام الأول ليعمل موظفًا بمحكمة "قنا" وجمارك السويس والإسكندرية ثم موظفًا بمنظمة التضامن الأفرو آسيوي, لكنه كان دائم "الفرار" من الوظيفة لينصرف إلى "الشعر". عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في خروجها على الميثولوجيا اليونانية
.والغربية السائدة في شعر الخمسينات, وفي استيحاء رموز التراث العربي تأكيدًا لهويته القومية وسعيًا إلى تثوير القصيدة وتحديثها

عرف القارىء العربي شعره من خلال ديوانه الأول "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" (1969) الذي جسد فيه إحساس الإنسان العربي
 : بنكسة 1967 وأكد ارتباطه العميق بوعي القارىء ووجدانه. صدرت له ست مجموعات شعرية هي

البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت 1969

تعليق على ما حدث" - بيروت 1971

مقتل القمر" - بيروت 1974

العهد الآتي" - بيروت 1975

أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة 1983

أوراق الغرفة 8" - القاهرة 1983

لازمه مرض السرطان لأكثر من ثلاث سنوات صارع خلالها الموت دون أن يكفّ عن حديث الشعر, ليجعل هذا الصراع "بين
. متكافئين: الموت والشعر" كما كتب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي

. توفي إثر مرض في مايو عام 1983 في القاهرة